الأمر كله لله وليس لكم أيها الصهاينة

شن الصهاينة حربهم الظالمة على غزة المحاصرة، تلكم البقعة الصغيرة من أرض فلسطين والتي لا تكاد ترى بالعين المجردة على خريطة العالم، شنوا حربهم بعد أن أعدوا خططهم وحددوا أهدافهم وقدروا النتائج التي ستعقب الحرب ورسموا خارطة جديدة لقطاع غزة، وأوغروا لكل شركائهم في العدوان أن يجهزوا أنفسهم وأن يستعدوا للوضع الجديد الذي رسموه وخططوا لتحقيقه، والذي كانوا يعتقدون اعتقاداً لا يقبل الشك بأنهم سيحققون مرادههم، على اعتبار أنهم يملكون القوة عدداً وعدة، وأنهم خططوا وأحكموا خطتهم، أن هذا القطاع لا يملك من أسباب مقاومتهم وحدهم شيئاً، بالإضافة إلى شعورهم العام الذي ترسخ في نفوسهم في السنين الأخيرة أنهم هم سادة هذا العالم وهم يتحكمون في مقاديره فيفعلون ما يشاؤون يرفعون ويخفضون، ويعطون ويمنعون، يقلدون ويقيلون، يغيرون ويبدلون بل ربما كانوا يعتقدون كذلك أنهم يحيون ويميتون..

والحقيقة أن المعطيات والدلالات المادية المجردة كانت تؤكد أن حكام يهود ودولة يهود بما تملكه من قوة وبما لها من هيمنة في هذا العالم تستطيع أن تفعل ما تشاء، خاصة في قطاع غزة، المحاصر والضعيف، والذي لا يملك من أسباب الدفاع عن نفسه إلا ما تيسر من أبسط وأقدم أنواع الأسلحة وعلى مستوى ضيق..

كانت كل التقديرات المادية تؤكد أن جيش يهود يمكنه أن يوفر ويزلزل ويقتل، أن يسيطر ويغير، أن يفعل كل ما بدا له، وقد ظهر ذلك واضحاً عندما بدأت الحرب، فإذا برؤوس تطل وذيول تهتز وألسنة تتطاول وتصرفات مريبة تدلل كلها على أن هناك من هو على يقين بأن يهود سيحققون مرادهم وسيغيرون الوضع في غزة ولعل ما زاد هؤلاء وأولئك يقيناً على قدرة يهود على تحقيق أهدافهم، أن العرب من حولنا قد باركوا العدوان بل يمكن القول بأنهم شاركوا فيه بالفعل واصطفوا جنباً إلى جنب مع الصهاينة فأحكموا الحصار وتركوا أهل غزة لمصيرهم تحت دك قنابل المعتدين واجتياح المجرمين حتى يجهز عليهم جيش يهود ويحققوا أهدافهم دون أن يواجه اليهود أي صعوبات أو أن تنزل فيهم أي خسارة.

هكذا هو المشهد باختصار قبيل بدء الحرب وأثناؤها، وكان لسان حال اليهود يقول: "الأمر لنا والنتائج بأيدينا، ونحن قادرون على أن نفعل ما نشاء والكل عليه أن ينظر وينتظر، ونسى هؤلاء بأن للكون إله يتصرف فيه كيف يشاء، وبيده سبحانه وتعالى مقاليد الأمور كلها وهو القاهر فوق عبادة وهو على كل شيء قدير هو الرافع والخافض والنافع والضار..

كما نسى هؤلاء أو تناسوا أن الأمور ونتائجها لا تقاس بالمقاييس المادية البحتة وأنه ليست الغلبة دائما تكون للأقوى، وليس من يملك الأسباب المادية يستطيع أن يحقق النتائج التي يريد فإن التاريخ والواقع ناهيك عن الشرع والدين، يؤكد على انه كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله..

وان مخططات فريق ما مهما كان، لا تتحقق إلا بإرادة الله عز وجل، حيث يقول تعالى" ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".

والذي حدث في غزة أن يهود خططوا ودبروا وتأمروا ومكروا، واعتدوا على غزة ليحققوا ما خططوا له ويحصدوا نتائجه، وكانوا في كل ذلك على يقين كامل حتى أنهم أعطوا من الوعود لشركائهم من العرب والعجم أن العملية لن تستغرق أكثر من ثلاثة أيام لتحقيق الأهداف وتغيير الوضع في غزة ولقد كان الاعتداء بكل وحشية وهمجية، ومضى اليوم الأول بضربته الأولى التي طالت نحو ستين موقعاً للشرطة بقصد تحقيق الأهداف من الضربة الأولى بل من اللحظة الأولى.

ولكن إرادة الله عز وجل لم تشأ أن تحقق لهم هدفا أو تنجز لهم خطة، ويصمد أهل غزة وجند غزة وحكام غزة على المصاب ويلملمون الجراح ويواجهون المعتدين، ويستمر العدوان وتنتهي الأيام الثلاثة دون تحقيق الأهداف وتتعاقب الأيام والليالي وتشتد الهجمات والضربات وتتساقط القنابل من الطائرات والدبابات ومن البوارج والغواصات...

لقد استخدم جيش يهود وبحسب اعترافاتهم نصف عتادهم وخزينتهم العسكرية لكي يحققوا أهدافهم في غزة.

وارتكبوا أبشع الجرائم وقاموا بأشرس الاعتداءات وأنفقوا أموالهم ليصدوا عن السبيل ولكن لم يحققوا النتائج التي أرادوا وصدق الله، إذ يقول "إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون" الأنفال 36.

وتستمر الحرب على غزة اثنين وعشرين يوماً لم يستطع اليهود أن يحققوا أهدافهم حتى يئسوا وشعروا بأنهم عن تحقيق أهدافهم عاجزون، فما كان منهم إلا أن قرروا الرجوع الى مواقعهم والانسحاب من غزة مدحورين، لتصل إليهم رسالة مفادها أن الأمر كله لله وأنه ليس كل ما يهدفون لتحقيقه يستطيعونه حتى وإن امتلكوا كل الأسباب المادية والمعطيات والإمكانيات..

وليؤكد الله عز وجل بأنه هو الذي بيده مقاليد الأمور كلها.." قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير".

والحمد لله رب العالمين

الله على الظالمين الله يزلزل فيهم الارض يا رب
اللي صار بغزة ما كان متوقع انه يصير بس انتو اهل غزة اثبتم انكم ابطال فعلا وانتو ابطال بس احنا ما كان فينا نعمل شي
بس انتو ابطال ما كان فينا الا نكتب ونحكي وبس
ويسلموووووووووووووو على هاد الموضوع

يسلمو على الموضوع اتمنى من الجميع ان يستفيدو من هذه الموضيع الحساسة ...

تقبلوو مرورى ....